الشهره فى القرن 21
الشهره فى القرن 21
الشهره كلمه يفتخر بها البعض ويعانى منها البعض دائما ما يقترن النجاح بالشهرة والشهرة بالنجاح في أذهان الناس لكن لكليهما أبعاد مختلفة، فالشهرة قد تكون فشل عندما يتبع الشخص الطرق الملتوية والرخيصة للوصول إلى الشهرة وعندما تتحول الشهرة إلى هاجس يدمر المبادئ والاخلاق والمعتقدات وعندما تتحول الشهرة إلى سلاح يؤذي الشخص ويؤذي من حوله ويؤذي المجتمع ككل.
الفرق بين الشهره والنجاح.
الشهره لم تكسبك قلوب الناس ولا محبتهم ولا تقديرهم لأنها طرق بعيدة كل البعد عنهم لكن النجاح يولد الشهرة. عندما يكون هناك تخطيط محكم عندما تكون هناك الرصانة والاحترام للذات وللآخرين. وعندما تكون هناك المسؤولية والحس الإنساني لدى الفنان فإنه فعلا سينجح. عندما يشعر أنه مسؤولا وأن الفن رسالة يجب أن يجسدها بكل المعاني الجميلة والقيمة لأنها رسالة للأجيال تحرك فيهم مشاعرهم وعقولهم وتعلمهم وتخاطبهم.
الشخص الناجح قوي جدا من الداخل لا يعترف غير بمبادئه. لا يبحث عن الشهرة ولا عن إرضاء الناس ولا عن الشعبيه إنما يكون سعيدا عندما ينفع الآخرين وعندما يقوم بما يمليه عليه ضميره وعندما لا تحركه الدوافع والرغبات بل يحركه عقله وعندما يفكر في عواقب الأمور ولا يتهو.
اليوم أصبحنا نرى الكثيرين يبيعون كل شئ من أجل الشهرة فهل حققوا فعلا النجاح ؟
الشهره قصة نجاح بين سطورها كلمات كثيرة ومعاني كثيرة ومنها الصبر والتضحية والفشل ومن ثم التكرار مثل من يتسلق بجبل أو من يعبر جسر هكذا هو النجاح مراحل تلو مراحل أخرى.
النجاح هو تكريس الوقت والجهد والتركيز والإتقان والتعب والتضحية للوصول. ولم يكون يوما ثمنه بخس بل ثمنه غالي جدا، ثمنه الحصول على الإحترام والتقدير، ثمنه أن يكون الإنسان ذو شأن أمام نفسه وأمام الآخري. فبعض الأسر تستغل شهرة أطفالها من خلال منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق الأرباح المادية من الإعلانات التجارية لترويج المنتجات، غير مهتمين بالسلبيات التي تعود من وراء تلك الشهرة، والتي قد تُصيب الطفل بحرمانه من جمال مرحلة الطفولة التي يمر بها.
وقد كشفت إحصائية لمركز بيو الأمريكي في العاصمة الأمريكية واشنطن للأبحاث العلمية الذي يجري استطلاعات الرأي العام والبحوث الديموغرافية، وتحليل محتوى وسائل الإعلام… وغيرها من بحوث العلوم الاجتماعية، أن الفيديوهات التي يقدمها الأطفال حصلت على مشاهدات عالية تفوق الفيديوهات العادية بثلاثة أضعاف. وهذا يُنبئ بمخاطر عظيمة قد يصاب بها الطفل إن لم يوجه بالتوجيه الصحيح والسليم من قبل الأسرة والمجتمع. وذلك باستخدام العالم الافتراضي بالشكل المطلوب، والسعي للشهرة المفيدة التي تعود فوائدها بالخيرعلى الأسرة والمجتمع والابتعاد عن جنون الشهرة الذي قد يصيب الطفل إن لم يوجه بالشكل المطلوب.
الشهرة في مفهوم البعض هي القيام بتصرفات بعيدة كل البعد عن فلسفة الحياة والحب والقيم والمبادئ. قد يحول نفسه لشيطان فقط من أجل وهم وهاجس الشهرة التى لن يجنى فيما بعد منها إلا الخسارة والفشل وكره النفس وكره الآخرين له وأيضا الانتحار نتيجة فقدان الثقة بالنفس ونتيجة نبذ المجتمع له.
ما أردت أن أقوله هاجس الشهرة مرض فتاك. لا أحد لا يريد أن يكون مشهور لكن الناجح لا يختار طرق عكس طبيعته البشرية. الناجح يجعل مبادئه في مرتبة الأولويات، يفكر في كل شئ قبل أن يتهور، ينفع ولا يضر، يكون مسؤؤل ولا يتهور هكذا هو مفهوم النجاح.
النجاح مثل المرآة أمامك يمكنك أن تنظر إليها كل يوم بثقة بينما هاجس الشهرة يقسم ذاته لأنك لن تنظر لنفسك لأنك تجسد أدوار ليست أدوارك،لأنك غير طبيعي بل اصطناعي هذا هو الفرق و هو شاسع.
الشهرة في حد ذاتها ليست عيبا إذا سعى إليها الإنسان بهدف مستندا للعلم والفهم والثقافة العامة التي من شأنها أن تنشر الخير والبركة للمجتمع وأفراده.
فمن أهم فوائدها: الوصول لقلوب الناس بسهولة ويُسر، وتكوين علاقات اجتماعية واسعة وكسب المكانة والمقام المحمود بين الناس ولكن شرط أن تكون بهدف ازدهار المجتمع وتوعيته.